Skip Navigation Links

قبل أن يجرفنا التيار

1- يعيش المصريون اوضاعا صعبة ،طالت جميع فئات الشعب ،من غلاء فاحش، إلى فقدان للأمن، إلى اقتصاد منهار ،إلى انقسام مجتمعى، إلى غير ذلك من المظاهر التى نعاني منها ،ومع كل إشراقة شمس نفاجأ بأشياء منها لم تكن فى الحسبان . وبدلا من أن نلقى باللائمة على غيرنا -أيا كان هذا الغير- تعالوا نراجع أنفسنا ،ونفتش فى دواخلنا،للوصول إلى السبب الحقيقى وراء تلك المظاهر ،فإن الله يقول "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " .وفى ضوء التوجيهات القرآنية نضع أيدينا بإذن الله تعالى على الحلول. 2 - يقول الله تعالى :-" ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض، ولكن كذبوا فاخذناهم بما كانوا يكسبون ". وفى هذه الآية الكريمة تأكيد على الربط بين الإيمان والتقوى وصلاح الأحوال ،وأن فقدان ذلك ايذان بحلول الخراب . وتشير آية أخرى إلى أن الله يبتلى عباده بالبأساء مرة وبالضراء أخرى ليعودوا إليه ،ويتضرعوا بين يديه ،فيقول سبحانه :-"ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك ،فاخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون .فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا، ولكن قست قلوبهم ،وزين لهم الشيطان ماكانوا يعملون ". وفى ضوء هذه النصوص القرآنية واشباهها نضع أيدينا على أول عناصر الخروج من هذه الأزمات ،وهو اللجوء إلى الله تعالى والتضرع اليه، وإصلاح مابيننا وبين خالقنا بدلا من إعلان الحرب على شرع الله ،والتباهي بإعلان المعاصى ،كما هو سلوك الكثيرين منا الآن . 3 - يقول الله تعالى -:"وأطيعوا الله ورسوله، ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ".وهى دعوة ربانية إلى أهمية توحيد الصف وجمع الكلمة فى مواجهةكافة التحديات . إن الخيوط الواهية لاتصنع شيئا،فإذا ضم بعضها الي بعض أمكن أن نصنع منها حبلا يجر الأثقال ،وإن حبيبات الرمل بانفرادها ضعيفة، فإذا تجمعت صارت تلالا وجبالا،وإن حبات المطر اذا تفرقت انعدمت فائدتها ،فإذا تجمعت كونت انهارا. وفى ضوء ماذكر نضع أيدينا على العنصر الثانى للخروج من الأزمات التى نواجهها جميعاً، وذلك بضم الجهود،وتوحيد الصفوف ،وتغليب المصلحة العليا على الرؤى الخاصة وتعاون الكل على المتفق عليه ،ومراعاة الأدب فيما اختلف فيه دون تعصب اواقصاء، والحذر من دعاوى الفرقة أيا كان مصدرها. 4- إن البلاء اذا عم لن يسلم منه أحد ،ولئن تجاوز بعضنا اليوم فلن يسلم منه فى الغد ،وصدق الله :-"واتقوا فتنة لاتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ،واعلموا أن الله شديد العقاب ".وفى الحديث الذى رواه الترمذي وغيره وقال عنه :حديث حسن صحيح :-"إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده". اللهم احفظنا بالاسلام قائمين وقاعدين وراقدين ،وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

د/ طلعت عفيفي